هل يتبع نبات دوار الشمس الشمس حقا ؟

دوار الشمس، عباد الشمس، حب الشمس، كلها أسماء لنبتة واحدة اشتهرت من زمان قديم بأنها تتبع مسار الشمس من شروقها الى غروبها … وموضوعنا اليوم يجيب على السؤال البديهي .. هل يتبع عباد الشمس الشمس فعلا ؟

منذ قديم الزمان والى يومنا هذا كان هذا هو الراي المنتشر عالميا في ان راس نبات عباد الشمس يميل متبعا سير الشمس من شروقها الى غروبها وأخذ اسمه في كل الحضارات من هذا الراي، ففي العربية سمي عباد الشمس ودوار الشمس وحب الشمس  وفي الفرنسية tournesol اي النبات الذي يدور مع الشمس وفي الانجليزية sunflower اي زهرة الشمس وهكذا …

وبالفعل فالنبات يتبع ظاهريا الشمس في حركتها ولكن هل فعلا هو يتبع الشمس؟؟؟ هذا هو السؤال الذي سيجيب عنه هذا الموضوع.

درس العلماء مليا حركة هذا النبات وكانت النتائج مذهلة فعلا، وأولها أن الرأس لا يتبع الشمس مطلقا، فاذا كان الامر كذلك فما الذي يدور؟؟؟ الجواب عرفه العلماء من خلال عديد التجارب، وجدوا أن الغصن ينمو ولكن بشكل غير متوازن ولا يشبهه اي نبات معروف، وهذا النمو غير المتساوي لجهتي الغصن هو الذي سبب دوران النبات مع الشمس.

التجربة الاولى:

قام العلماء بوضع نقاط متساوية المسافات على الجهة الشرقية من كامل غصن النبات وبالمثل فعلوا بالجهة الغربية، وبعد ساعات قاموا بقياس تلك المسافات،والنتيجة التي تحصلوا عليها تقول أن الغصن لا ينمو بشكل متساو بين الشرقي والغربي، فالجهة الشرقية حققت نموا كبيرا عكس الغربية التي لم تتحرك مطلقا، ولذلك يميل النبات نحو الغرب طيلة اليوم مما يوحي انه يتبع حركة الشمس في السماء، وفي الليل حصل العكس تماما، نما الجزء الغربي مع توقف كلي للشرقي مما ارجع اتجاه النبات لحالته الاولى التي كان عليها صباحا، والراس الذي ترك متجها غربا في المساء وجد متجها للشرق في الصباح فكان الانطباع العام لذلك الرأي الذي ساد طويلا.

التجربة الثانية:

ركز العلماء في هذه التجربة على تشتيت التركيز المحتمل للنبتة على الشمس، بان اداروا اصيصها لتلتفت غربا عند شروق الشمس ولتلتفت شرقا عند الغروب والنتيجة ان النبات واصل نموه بنفس الشكل ولكن بسرعة أقل مما أعطى للعلماء معطى جديدا في ان الشمس مفيدة جدا له ولكنها ليست المحدد الرئيسي لتلك الحركة المشهورة، ومسألة اتباع النبات لحركة الشمس ليس الا نتيجة خاطئة او ليست دقيقة فالنبات يواصل نموه وحركته تلك حتى أثناء الليل او عند تلبد السماء بالسحب الحاجبة للشمس.

التجربة الثالثة:

وضع العلماء النبات في غرفة مضاءة بمصباح قوي في حالة مقاربة لاشعة الشمس ولكنه مثبت فوق النبات دون حركة وحافظوا على الشكل الزمني لليل والنهار باضاءة المصباح وإطفائه في الاوقات المحددة، والنتيجة: مواصلة النبات نموه بنفس الطريقة، استخلص العلماء من كل هذه التجارب ان النبات يعتمد على ساعة داخلية تقيس الليل والنهار دون تدخل اي عامل خارجي آخر، رغم انه في الايام الاولى تداخل شكل نموه بفعل عدم دقة نهار -ليل الاصطناعي ولكن كيف يمكن اثبات وجود هذه الساعة او هذا المنبه لدى نبات عباد الشمس؟ من خلال التجربة الرابعة

التجربة الرابعة:

وضع النبات في غرفة مضاءة بمصباح يمثل الشمس ومتحرك من الشرق الى الغرب ولكن برمجت حركته ليكون مقدار اليوم واليل بطول 30 ساعة وليس 24، والنتيجة التي حصلت هو تداخل نمو النبات بشكل غريب وغير متوازن مع حركته المعتادة مما اعطى الدليل لفرضية المنبه الداخي، وعندما عدلوا حركة المصباح ليكون 24 عاد النبات لنموه العادي.

– – – – – – –

بقيت مسألة اتجاه راس النبات الى الشرق باعتبار ان الغصن هو المسؤول عن الحركة، يرى الباحثون ان النبات يمتص اولى اشعة الشمس المنبعثه مما يساعد على اكتسابه حرارة سريعة وهذا يؤدي الى اطلاق عطر زهوره مبكرا جالبا اكبر عدد من الحشرات المساهمة في التلقيح مما يؤدي الى انتاج اكبر في كمية الحبوب فكل حركة لها نتيجة مهما كانت هذه الحركة بسيطة وغير مدركة الغاية ….

– – – – –

السلام عليكم