الدم … بحث شامل
بحث شامل حول الدم
1 – مكونات الدم
2 – دور الدم … الدورة الكاملة
3 – كيف يعالج الدم الجروح
4 – الدفاع ضد الجراثيم … الجنود و الأسلحة
5 – دورة الدم المتبرع به
6 – ابرز مصاصي الدماء
******
يعتبر الدم من أبرز مكونات جسم الإنسان فدوره الهام في سيرورة الحياة يدعونا لدراسته و اكتشافه وضمن هذا الموضوع نتعرف على مكونات الدم الرئيسية
1 ) الكريات الحمراء :
الطول : 0.007 مليمتر
العدد : من 4 إلى 6 مليون في المليمتر مكعب من الدم
هذه الخلية الأكثر شهرة في الدم، وهي لا تملك نواة وفاقدة لكل آليات الخلية الداخلية ولكنها تتحوي كنزا هاما يتمثل في 300 مليون هباءة من عنصر الهيمغلوبين، هذا الأخير يعطي للخلية لونها المميز ويمكنها من لعب الدور الرئيسي في الدم: وهذا الدور هو نقل الأكسجين للخلايا بالجسم . كذلك جعلها الله سبحانه و تعالى تأخذ شكلا ملائما لدورها الفعال هذا، فشكلها الاسطواني في الأطراف وصغر سمكها في الوسط يعطيها قدرة أكبر في عملية تبادل الأكسجين كما أن عدم احتوائها على النواة يعطيها قدرة لا محدودة في عبور الشرايين الدقيقة و الوصول إلى كل خلايا الجسم مهما بعدت .
2 ) الكريات البيضاء
الطول: من 0.007 الى 0.08 ملمتر
العدد: 7000 / في الملمتر مكعب من الدم
نسميها الكريات البيضاء اعتمادا على لونها المعاكس للون الكريات الحمراء، وهي تمثل الجيش الحربي بالجسم بكل معداته ووسائله الدفاعية، والكريات البيضاء تنقسم إلى عديد الأنواع منها :
- نوع يعتبر هاضما حقيقيا للجراثي، فحالما تدخل جرثومة في الدم تقوم الكرية باحتوائها عن طريق أذرعها الطويلة اللاصقة.
- نوع آخر أصغر حجما وذو شكل مستدي، هذه لديها مصنعا عملاقا لصنع الصواريخ، تطلقها في اتجاه الجرثومة وتكبلها وتمنعها من الانقسام والتكاثر وتستطيع أيضا رفع الدم إلى السطح ليخرج عبر الجرح مصحوبا بكل الجراثيم التي دخلت.
مجموع الكريات البيضاء يكون ما نطلق عليه الجهاز المناعي أو النظام الدفاعي للجسم .
3) الصفيحات الدقيقة
الطول : 0.03 مليمتر
العدد: من 150 ألف إلى 300 ألف / في المليمتر مكعب من الدم
حجمها أصغر من الكريات الحمراء من 2 إلى 4 مرات، فالصفيحات الدقيقة هي جزء من خلية وتملك دورة حياة قصيرة نسبيا لا تتجاوز أسبوعا، وهي عنصر اسطواني ولد نتيجة إنفجار خلية أم كبيرة في النخاع العظمي، وهي محاطة بغشاء وبري وعند حدوث جرح بالجسم تقوم هذه الصفيحات بالتجمع و الترابط مع بعضها البعض مكونة حاجزا دفاعيا أمام الجرح يساعد على تكبيل الجراثيم وتخثر الدم.
4) البلازما
حوالي: 2.7 لتر
يميل لون البلازما إلى اللون الأصفر، وهو يلعب دورا أساسيا لأنه وسيلة التنقل بالنسبة للخلايا الدموية ويمثل الماء نسبة تفوق 90 في المائة . تقوم البلازما بنقل اللمجة الغذائية للخلايا : البروتينات المساعدة على تخثر الدم، الكلسترول المساعد على إعادة بناء الغشاء الخلوي، ….، كما تلعب البلازما دور مركز بريد في اختصاص نقل المعلومات بين أعضاء الجسم من هذا الطرف إلى الآخرعن طريق هباءات ناقلة للمعلومات هي الهرمونات .كما يقوم البلازما بنقل فضلات الخلايا بأنواعها المتعددة و نسبة كبيرة من الغاز المنبعث متمثلا أساسا في ثاني أكسيد الكربون.
5) الشرايين
الطول : أكثر من 100 ألف كم
دور الدم … الدورة الكاملة
بشكل مصور لم تشاهده من قبل
صورة عامة لدورة الدم في الجسم
دم غني بالأكسجين دم يفتقر للأكسجين
على مستوى القلب
ليكون الدم متحركا و نشطا يجب توفر جهاز تحكم في الضخ وهذا الجهاز هو القلب، بانقباض القلب تتمكن هذه العضلة العجيبة من ضخ 10000 لتر من الدم يوميا . الجهة اليسرى تتحصل على الدم الغني بالأكسجين القادم من الرئتين ويرسل إلى الأعضاء. الجهة اليمنى تتحصل على الدم الفقير إلى الأكسجين و يرسل إلى الرئتين. هذه الدورة تعاد 70 مرة كل دقيقة للشخص الساكن دون حركة .
على مستوى الأمعاء
عندما تتم عملية الهضم وما يتبعها وعلى مستوى المعي الغليظ يقوم الدم بعملية هامة لحياة الجنس البشري، ويدخل الدم ضمن المحرك الأساسي للسوق الداخلية: سكريات، دهنيات، بروتينات،…. هذه المغذيات الخلوية الناتجة عن الهضم تعبر الغشاء المعوي وتدخل البلازما ، ومن هنا يأخذ الدم الكمية اللازمة والمطلوبة من الماء وبذلك يكون الدم هو الناقل للغذاء لكل خلايا الجسم .
الطب الإستعجالي بالجسم
عندما يتعرض الجسم لجرح مهما كان بسيطا، تنطلق صفارات الإنذار الداخلية… نحن الآن أمام جرح ينزف الدم إلى الخارج، تتمكن الجراثيم من الدخول، بعد دقائق قليلة تتحرك الصفيحات الدقيقة للإحاطة بالجراثيم المهاجمة و في نفس الوقت تتحرك الكريات البيضاء للقضاء النهائي على العدو المكبل من طرف الصفيحات .
على مستوى الخلية
هنا سوف نفهم عملية هامة وأساسية للدم والغذاء التنفس ، عرفنا سابقا أن الدم ينقل الأكسجين والمغذيات الخلوي، ثم ماذا يحدث بعد ذلك؟ كل عضلة بالجسم تخترقها عشرات الأنابيب الصغيرة جدا متمثلة في الشرايين الدقيقة التي تنقل الدم لكل الخلايا ، عند الوصول إلى العضلة تقدم الكريات الحمراء الأكسجين الذي تحمله للخلايا وهذه العملية هي مجموعة تفاعلات تنتج حرارة تنتهي بطرح ثاني أكسيد الكربون في الدم، كما تأخذ الخلايا المغذيات الخلوية لتجديد مكوناتها الأساسية وهذه العملية ينتج عنها طرح الفضلات الخلوية في الدم أيضا. كخلاصة ، وعلى مستوى العضلات ، تأخذ الخلايا الأكسجين والمواد الغذائية وتطرح ثاني أكسيد الكربون والفضلات الخلوية .
مصنع الكريات الدموية
هذا المصنع يأخذ مكانه في النخاع العظمي وفق اتفاق و تناسق رهيب , فهذا النخاع يمول الدم في الدقيقة الواحدة بما قدره :
- 2.5 مليون من الكريات الحمراء
- 12000 من الكريات البيضاء
- 5000 من الصفيحات الدقيقة
الخلايا الأصلية تنقسم بشكل متتابع وتعطي خلايا شابة متشابهة تتحول تدريجيا إلى الأنواع المختلفة من الخلايا الدموية المعروفة وتطرح بعدها في الدم .
على مستوى الكلية : الغربلة الإجبارية
إذا لم يغربل الدم عديد المرات يوميا فسوف يصبح ساما و متسخا بدرجة بالغة الخطورة وعملية التصفية هذه يقوم بها عضو هام بالجسم ألا وهو : الكلية . هذا العضو الصغير يقوم بتصفية 1700 لترا من الدم كل 24 ساعة، تقوم الكلية بتنحية الأملاح الزائدة والماء وكل فضلات الخلايا باستثناء ثاني أكسيد الكربون الذي يخرج عن طريق الرئتين، كل العناصر التي تقوم الكلية بتنحيتها تخرج من الجسم في شكل سائل نسميه البول .
على مستوى الرئة
عندما يصل الدم إلى الرئة يكون مشبعا بثاني أكسيد الكربون الذي يطرحه الجس، لذلك يجب تصفية وإعادة تحميله بالأكسجين، لهذه الغاية يتغلغل الدم داخل الشرايين الدقيقة الموجودة قبالة الرئة ويتمكن ثاني أكسيد الكربون من عبور الغشاء الرقيق للشرايين و يصبح داخل الشرايين الرئوية حيث يطرح لاحقا خارج الجسم عن طريق عملية الزفير، وعلى العكس من هذا هنالك هواء مشبع بالأكسجين داخل الرئة عبر عن طريق عملية الشهيق، هذا الأكسجين تجذبه الكريات الحمراء المارة داخل الشرايين الدقيقة وفق طريقة تشبه جذب المغناطيس ، وهذا الجذب يحققه عنصر الهيمغلوبين الموجود داخل الكريات الحمراء، فيصبح بعدها الدم مشبعا بالأكسجين و يوزع في كامل أنحاء الجسم .
كيف يداوي الجسم جراحه
قد تتعرض صديقي لخدش من طرف قط أو وخز إبرة، في الواقع أنت تعرضت لتمزق في الجلد، ماذا يقع عند ذلك ؟ سوف يسيل الدم إلى الخارج مع ما يحتويه من خلايا دموي، أول شيء تقوم به الأوعية الدموية هو إفراز لمواد كيميائية تساعد على تصغير قطر الجرح مما يقلل من كمية خروج الدم .
مثل الخيوط التي نلاحظها عندما نقوم بتمزيق قطعة قماش، تظهر على حدود الجرح خيوط لاصقة ( كانت في الأساس داخل الغشاء )، تلتصق الصفيحات الدقيقة على طول هذه الخيوط مع بعضها البعض صانعة شبكة تغطي كامل الجرح.
شبكة الصفيحات الدقيقة التي تكونت فوق الجرح مازالت هشة ويجب على الجسم تدعيمها ، ماذا يقع إذا ؟ تفرز الصفيحات الدقيقة مادة جديدة . تتفاعل عناصر بالبلازما مكونة شبكة سميكة على طول الجرح تمنع الخلايا الدموية من الخروج، ونلاحظ بروز غراء سميك حول كل الصفيحات الدقيقة .
الدفاع ضد الجراثيم … الجنود والأسلحة
عندما يتمكن فيروس من دخول الجسم عبر الجرح، يتحرك هذا النوع ( تشاهدة في الصورة التالية ) من الكريات البيضاء التي تراقب الجسم مراقبة دقيقة وتحدد مكان تواجد كل الجراثيم الغازية ، ثم تقوم هذه الكرية بالتخييم أمام العدو مرسلة في اتجاهه أذرع رغوية لزجة تبتلعه و تهضمه .
القصف المدفعي سوف يبدأ الآن داخل دمنا وذلك عند إفلات بعض الفيروسات من خط الدفاع الأول، يأتي الآن دور نوع ثان من الكريات البيضاء الذي يأخذ مكانه في المؤخرة الدفاعي، هذه الكرية هي مصنع متكامل للصواريخ وهذه الصواريخ تشاهدها في الصورة بلونها الأصف، و تتمكن هذه الكرية من قصف الجراثيم بمعدل يساوي 5000 صاروخ في الثانية الواحدة وهذه الصواريخ معدة على القياس تماما مع المهاجم و تلتصق بشدة بالفيروس وتمنعه من التحرك و الإضرار بالجسم.
جندي آخر قد يدخل المواجهة إذا فرضت الظروف ذلك، وهذا النوع لديه طريقة أخرى في الدفاع وهي طريقة “قبلة الموت”، و طريقة هذه الكرية تتمثل في الاقتراب من الجرثومة وتحدث بها ثقبا صغيار في غشائها (أنظر الجرثومة اليمنى) مما يسبب اندفاع الماء داخل الثقب و تنفجر الجرثومة بسرعة.
دورة الدم المتبرع به
الصورة التالية تعطيك تعطيك لمحة مبسطة لكل العملية من بدايتها إلى نهايتها :
- الشخص يتبرع بالدم
- يمر الدم عبر مصفى للكريات البيضاء حيث يسحب أكبر عدد ممكن منها
- يوضع الدم بعد ذلك في ” الآلة الدوارة ” و هذه الآلة تمكن بسهولة من عزل كل صنف متواجد في الدم على حدة : بلازما , الكريات الحمراء , الصفيحات الدقيقة .
ولكل نوع منها مجموعة من الاستعمالات الطبية
أبرز ممتصي الدماء
(1)
هذه اشهر حشرة ماصة للدماء، وكلنا نعرفها، إنها البعوضة، وكم نقلق من صوتها المميز “بززززززز” ولكن علينا القلق أكثر عندما لا نسمعه فهذا دليل أنها بدأت في امتصاص دمنا، ويجب أن تعرف أن هذه البعوضة التي وقعت على جسمك هي أنثى لأن الذكر يتغذى على رحيق الأزهار أما الأنثى فهي تحتاج لدمنا الغني بالبروتين وهذا العنصر تحتاجه لتكمل إعداد بيضها قبل وضعه والمقدر عدده بين 50 و300 بيضة . تستعمل البعوضة خرطومها المكون من قناتين واحدة لامتصاص الدم وواحدة لإفراز لعاب مضاد للتخثر .
(2)
ما هذه الاسطوانة المملوءة أسنانا؟ هذه هي الجلكي أو سمك كلانكليس كما وجدته في القاموس المترجم،إنها دودة ماصة للدماء و تعيش في البحار، بفضل هذا الرأس تلتصق بالأسماك ثم تستعمل بعد ذلك لسانها المخيف و المسنن و الحفار، تغرسه في جسم الضحية و تبدأ في امتصاص السوائل الداخلية تاركة جرحا بليغا في جسم الضحية يكون مميتا في أغلب الأحيان .
(3)
شاهد هذه الحشرة الصغيرة المنغرسة في ظهر هذا الكلب المسكين، فهذه الحشرة هي وحش يأتم معنى الكلمة رغم أن طولها لا يتجاوز المليمتر الواحد، وهذه الحشرة هي ما نسميها القراد وهي من العنكبوتيات الشرهة المنتشرة في كل العالم تقريبا، تلتصق بأي عابر سبيل مهما صغر حجمه وذلك عن طريق أرجلها التي تشبه الكلاليب اللاصقة، تغرس بعد ذلك فكيها في جلد الضحية وتضمن التحامها الكامل بالجسم عن طريق نوع من الإسمنت المسلح تفرزه عبر لعابها. تستطيع أنثى القراد امتصاص كمية من الدم تعادل 200 مرة وزنها و يتضاعف طولها 10 مرات لتصبح حشرة عملاقة مملوءة بالدماء.
(4)
صديقي الزائر، أنظر لهذه السمكة الصغيرة الموضوعة فوق إصبع صياد، اليست جميلة ورائعة و مع ذلك فهي تعتبر أخطر ماص للدماء على الإطلاق، تنجذب هذه السمكة لرائحة البول مهما كانت وتقصد مباشرة العضو الذكري أو الأنثوي وتدخل عن طريق الفتحة التناسلية للإنسان منكود الحظ الذي أراد السباحة أو الصيد، وعندما تدخل تنشر أشواكها الموجودة بالرأس على شكل مظلة وتبدأ في امتصاص الدم ويحس الضحية عندها بآلام شديدة وقاسية وللتخلص منها لابد من إجراء عملية جراحية سريعة .
(5)
عندما تشاهد هذه الصورة لابد أنك تذكرت سلسلة دراكولا الشهيرة، فكاتب هذه السلسلة جعل من الخفاش ماص الدماء وحشا مرعبا جدا قادرا على امتصاص دم ثور كامل والحقيقة معاكسة تماما لهذا. فهذا الخفاش لا يمتص من ضحيته سوى ما يعادل ملعقتي أكل في الوجبة الواحدة، وضحاياه المفضلة هي الطيور والمواشي ( الصورة تظهر خفاشا يلعق الدم من ثدي خنزيرة ) . يقترب الخفاش من الضحية، وبسرعة واعتمادا على جناحيه كقوائم أمامية يقطع بأنيابه الحادة قطعة من الجلد و يبدأ في لعق الدم . بقيت ملاحظة أخيرة وهي أن الثلاثة أنواع من الخفافيش ممتصة الدماء غير متواجدة إلا بأمريكا الجنوبية.
(6)
لكل من يشاهد هذه الصورة يحس بالألم الشديد المنبعث من الضحية التي انغرست فيها هذه الحشرة الممتصة للدماء، ولكن هذا معاكس تماما للواقع، لأن هذه العلقة غير مؤلمة على الإطلاق، فهي تفرز موادا كيميائية غيرعادية مضادة للتخثر ومخدرة لمكان الجرح ومرطبة و كل هذا يمكنها من امتصاص الدم في أمان تام، وهي تمتص قرابة 7 مرات وزنها وهي كمية غذائية تقضي 6 اشهر لهضمها، وهذه العلقة متواجدة بأغلب المياه الحلوة بالعالم.
good job