سلسلة القصص الواقعية في تحدي المستحيل-الموسوعة التايلندية المتحركة(1)
سلسلة قصص واقعية أكتبها في العبقري بعد إضافة قسم”أهداف” وهو المكان الافضل لها، ولكن غيرت رايي بعد ذلك لأدرجه في قسم القصص المميزة لأنها قصص مميزة فعلا وأبطالها أناس عاديون فرضت عليهم الظروف أسبابا جعلت منهم عمالقة، قصص للعبرة وللتأكد أن إرادة الانسان لا تقهر لو أراد.
تبقى الاشارة أني سبق ونشرت القصة في بعض المنتديات العربية ولذلك وجب التنصيص أن القصة هنا غير منقولة
القصة التي سأحكيها لكم فيها من العبر الشيء الكثير وما تحتويه من تحد كبير من بطلها و قدرته على التكيف مع أوضاعه مهما صعبت أو تغيرت, هذه القصة لغرابتها جذبت آلاف القراء عندما نشرت مسلسلة في صحيفة تونسية, ولها مدة طويلة تفوق 20 سنة ولكن و لأنها أعجبتني أريد أن احكيها لكم وكنت أتمنى أن أرويها كما صدرت ولكن ضاعت مني السلسلة, ولم أكتب الا القدر البسيط الذي بقي في الذاكرة ورغم هذا فسوف تبقى أقوى قصة واقعية تابعتها و متفوقة بجدارة على اقوى سيناريو وضع لفلم امريكي كبير.
بطل قصتنا شاب تونسي، عبد من عباد الله البسطاء، ولذلك سأسميه عبدالله للتدليل على أن كل منا يمكن أن يكون مكانه والنسج على منواله لو وضع في نفس الاطار، يعيش عبدالله في مدينة سوسة و هذه لمن لا يعرفها تنعت بجوهرة الساحل بتونس, وهي جوهرة بحق على جميع المستويات, فما فيها يغني عن الوصف, المهم ولد معز وترعرع في سوسة وانقطع عن الدراسة في بداية شبابه و التحق للعمل بالميدان السياحي ومدينتة قبلة للسياح الأجانب والأروبيين خصوصا, و ركبه هوس أغلب شباب المغرب العربي و هذا الهوس يتمثل في السفر الى أي بلد أروبي, وذلك لتحسين العيش أولا و للسياحة ثانيا, و هذا الهوس بلغ عند البعض مبلغا مشطا دفعهم للقيام برحلات بحرية مجنونة باتجاه ايطاليا أو اسبانيا و الدخول خلسة الى البلدين و تسوية الوضعية بعد ذلك و العشرات بل المئات دفعت حياتها مقابل ذلك غرقا في البحر, أو في السجون الإيطالية والإسبانية.
صديقنا عبدالله لم يتبع نفس الطريق ولكن آثر تكوين علاقات مع الأجانب ومحاولة كسب ثقتهم ومساعدته في عملية الهجرة, لأن الدول الأروبية لا تعارض هجرة أحد إذا كان هنالك من يستقبله في البلد ويسوي وضعيته القانونية, وتمكن بطلنا في النهاية من ربط علاقة قوية مع كارلو الإيطالي وزوجته, ووصل الأمر الى صداقة حميمة تربط العائلتين, عائلة كارلو و عائلة عبدالله , وعندما اقترح عليه مساعدته في الهجرة الى ايطاليا لم يمانع بل ساعده في تكوين ملف الهجرة بأن زوده بعقد عمل مكنه دون طول انتظار من الحصول على التاشيرة وسافر أخيرا الى حيث كان صديقه الحميم كارلو في انتظاره و بدأ صفحة ظنها سعيدة في بلد الطليان و المال و الأعمال.
استقبل كارلو صديقه عبدالله بحفاوة بالغة صحبة زوجته, وأسكنه بيته معززا مكرما, ولم يمض وقت طويل حتى شاركه في عمله, و هو عمل ليس صعبا ولا شاقا على شاب نحيف مثله, كان عمله يتمثل في نقل طلبيات خاصة للزبائن عبر كل التراب الإيطالي, ومارس عمله باجتهاد و تفان خصوصا أن البضائع كانت من النوع الخفيف ولكن كارلو اعلمه أنها خفيفة الوزن ولكنها باهضة الثمن جدا, لذلك حافظ على كل وديعة و كانه يحافظ على حياته, و استمر الحال لمدة سنة هكذا وتحسنت أحوال عبدالله المادية, بعدها أعلمه كارلو أن العمل الآن تحول الى الخارج وبالتحديد الى تايلندا ويجب السفر الى هذا البلد لأنه حول نشاطه الى هناك, و أبدى معز تمام الرضا والقبول فالعمل عمل ولقمة العيش تتطلب بعض التعب والتضحية, و لم يمض اسبوع الا وكانت كل أوراق السفر والحقائب جاهزة وأعلمه بكل حيثيات الرحلة ومن سيستقبله هناك, فهو يجهل كل شيء عن تايلندا ولم يسمع بها الا في التلفزيون أو الجرائد, وتمت الرحلة بكل يسر و استقبله شخص باسم شركة كارلو وأعلمه أنه في خدمته لحد الإطمئنان عليه في هذه الأرض الغريبة, وأركبه السيارة و أوصله الى بيت لاحظ بوضوح أنه في مكان خال من الناس وأماكن العمران المزدحمة, ولم تمض أيام قليلة حتى تجمع في البيت 19 شابا من سنه ومن جنسيات مختلفة, بعد مدة طالبوهم بأوراقهم وبجواز سفرهم لأغراض مهنية, ثم في يوم و في الصباح الباكر, قدم وفد متكون من ثلاثة أفراد وعقدوا مع كل المجموعة اجتماعا هاما للعمل, و كان لقاءا ليس ككل اللقاءات, كان لقاء الوضوح التام حول هذا العمل الذي مارسه معز لمدة سنة و هو فرح به و احس من خلاله أن ابواب الجنة قد فتحت له, أعلمهم رئيس الوفد أن مهمتهم القادمة هي نقل كمية من المخدرات من تايلندا الى ايطاليا مباشرة, و كان هذا الإعلام كالصاعقة التي نزلت على عبدالله, الأمر اصبح خطيرا جدا و لدرجة لا تتطلب مزاحا و كل الأجواء كانت توحي بأن الأمر جديا, وأعلمهم الرئيس بأن الرفض يقابله شيء واحد …. هو القتل, فكل أوراق الهوية بحوزتهم و لا تسلم الا في آخر خطوة مطلوبة في المطار, وتأكد معز أنه لا بد من التنفيذ, فهو مجهول تماما في هذه البلاد, و بلا اوراق وبالكاد تشاهد عربي هنا.
قضت المجموعة ثلاثة اسابيع في تدريب قاس على المهمة فالمهمة تتطلب حمل أربعة كيلوغرامات من المخدرات فوق البطن مباشرة والتدريب القاسي كان في ضرورة انقاص هذه البطن والتدرب على طريقة ادخالها حتى يكون هنالك تناسقا تاما للجسم رغم أنه يحمل 4 كلغ زائدة.
جاء وقت التنفيذ وأعد كل شيء بمساعدة مختصين في الأمر وانتقلت القافلة الشبابية المحملة بالسموم الى المطار و قبل الوصول الى أعوان الجمارق, سلم معز جوازه وأوراق هويته ووصل الى أخطر 3 خطوات في المهمة برمتها, حيث سيمر أمام من يمكن أن يطالبه بالتفتيش, و وصل أخيرا أمام العون المكلف وكله اطمئنان لأن من سبقه من مجموعته تجاوز الأمر ببساطة شديدة, فكان عبدالله متماسكا رغم بعض الرهبة،
بعد بعض الأسئلة الروتينية وبعض المجاملات وفي قمة اطمئنانه تغير كل شيء وبحزم غير مفهوم من بعض الأعوان الذين قدموا للتو وأمروه بالتفضل معهم لغرفة التفتيش, وأحس أن وجهه المصفر زاد اصفرارا و أن رجلاه بالكاد تحملانه و أدخل عنوة للقاعة, مدشنا فصلا ثانيا من قصته التي أدعوكم لمتابعتها في بقية فصولها المثيرة و الشبيهة بالخيال
******************
القصة كاملة
السلام عليكم,كيف حالك.
أرجو أن تكون بخير,هذا مفيد شكرا لك.
لم أرى زوار مند مدة.
ها انا من الزوار يا أخي العلم و المعرفة
أهلا و سهلا بك.
شوقتني القصه
لدرجه انني رغبت ان اشكرك بترك تعليقي المتواضع
تحياتي ودمتم بود
l’histoire est trés trés joli et mangnifique mais j’éspére que tu finis cette histoire avec vitesse…………………. et merci beaucoup
et j’espére une autre fois que tu finis la deuxieme chapitre de l’histoire
قصة مشوقة