لماذا يجب أن تكون مجنونا؟
لماذا يجب أن تكون مجنونا؟، بالطبع السؤال لا يعني المعنى الحرفي للكلام، ولكن المقصود أن تكون مجنونا بمقياس الاناس العاديين والذين يرفضون السير عكس التيار، أنا اتبع ذلك الجيل الذي يؤمن بالسكينة والسير البطئ تحت الحائط وعدم المجازفة واكتشفت أن هذا الطريق هو الطريق الأفشل والأتعب والاكثر كآبة، أنا من ذلك الجيل والذي يوصف بـ”الجيل الذهبي” رغم أنه الأبعد عن الاجيال الذهبية بأشواط عديدة، الأغلبية الساحقة تحس بالخوف أمام المجهول ونقوم بذلك بتحطيم كل امانينا في حياة سعيدة مليئة بالحياة الحقيقية، أنا لست بطلا أبدا ولكن لي الشجاعة لأقر بفشلي وفشل جيلي والاجيال السابقة في أن تنحت حياة ايجابية بالمعنى الحقيقي للحياة، توفرت لي الفرصة لأحاور البعض ممن يعاكسنا في نظرته لطريق الحياة او ممن سلك سلوكا مجنونا وفق منهجنا الجبان في التعامل مع الحياة، توفر لي الوقت أيضا لأدرس البعض غيرهم ممن تعذر الاتصال بهم، عندما تتبع منهج هؤلاء سوف تحس بمتعة الحياة الحقيقية التي يجب أن تلعبها، الحياة التي تضيف فيها شيئا ولو بسيطا لنفسك وللعالم الكبير من حولك، علمونا طيلة صغرنا وطيلة شبابنا أن النملة أكثر نفعا من الصرصار وأن النحلة اكثر نفعا من آلاف الحشرات الاخرى التي تحيط بنا، عندما كبرت اكتشفت كذبتهم الصغيرة تلك والتي وجدتها كبيرة فعلا بحجم الجبل، فالنملة أنانية جدا ولا تعرف الا نفسها بل عندما درست سلوكها علميا تأكدت أنها ترفض العمل الجماعي كليا، النحلة ايضا تمارس سلوكا عدائيا ولها حكم ديكتاتوري دموي وليست مثالا جيدا نقدمه لاطفالنا اللهم الا اذا غلفنا ذلك بأن نكذب عليهم ونملأ ادمغتهم بعشرات الاكاذيب، بقي الصرار المسكين والذي يقدمونه للطفل كونه مستهترا وصبيانيا لانه يقضي كل الصيف يرقص ويغني ولا يعمل بتاتا ونعطي معطى صغيرا لاي طفل كون الغناء والمزمار والرقص مضيعة للوقت ولا يعني شيئا ابدا سواء كان اغنية او شعرا او حتى سهرة عائلية عند الجيران، في لا شعورنا نكره اي فرحة مرتبطة بما يمارسه الصرصار قديما وبعد سنوات نستغرب جدا من جمودنا وانزعاجنا من اي خروج عن المالوف، عندما بدأت برامجي الصغيرة والبسيطة في تربية الماعز الحلوب او تربية الدواجن وجدت ممن يعرض علي الشراكة دون اية ضمانات، هم قرؤوا ما أكتب وقرؤوا ما بين السطور وليست السطور فقط لكن نحن علمونا أن “الثقة لا تعطيها الا لنفسك ونفسك فقط”، وأن “الشركة تركة”، علمونا أن الخير في ما تراه أمامك أما الموجود خلف تلك التلة فالله اعلم به، نخاف من دخول التجارب الجديدة مع الغرباء سواء ماليا او حتى ترفيهيا ضمن مجموعة للترفيه عن النفس، لماذا كل هذا؟، لماذا نجد صعوبات جمه في التأقلم مع الغرباء او مع الاجانب او حتى مع من لا نشترك معه في نفس العمارة او الحي، مرد ذلك حسب ما ارى عقدنا القديمة والتي ملؤوا بها أدمغتنا الصغيرة بحكايات كاذبة وتافهة وتحبط وتعرقل اي تقدم نحو الامام، ما الحل إذا؟ الحل في أن نربي اطفالنا بشكل آخر عكس ما تربينا عليه، أن نعيد شكل تعاملنا مع اطفالنا رغم صعوبة الامر نفسيا لدينا، سيدنا علي كرم الله وجهه اوصى بان نربي اطفالنا بشكل غير ما تربينا عليه فهم من جيل غير جيلنا ولكننا نحن وبعد مئات السنين لم ندرك ذلك.
******
“رحاب قويد” شابة مغامرة تعرفت عليها افتراضيا، هذه أشجع من قابلت على الشبكة، تعيش وفق رؤيتها الخاصة دون عقد وبكل حرية ومسؤولية ايضا وسعدت وتشرفت بحواري الشامل معها. اذا اردت قراءة الحوار اضغط على الصورة التالية.
******
“ايمي بيردي” هذه قصة مميزة فعلا ورائعة بكل المقاييس، إيمي شابة خسرت كل شيء تقريبا،مرضت ووضعت تحت الالات الطبية بنسبة حياة لا تتجاوز 2 في المائة، خلال شهرين ونصف خسرت الطحال والكليتين والسمع في اذنها اليسرى وبترت ساقاها اسفل الركبتين، اصبحت حطاما ينتظر الموت ورحمته، ثم سألت نفسها سؤالا: “لو كانت حياتك كتابا وأنت المؤلف، فكيف تكتب قصة كتابك هذا؟” وكتبت فعلا قصة كتابها وأسست جمعية غير ربحية ساعدت الاف المعوقين عبر العالم ليعيشوا حياتهم بشكل عادي، وتمكنت من الفوز بكأس العالم والميدالية الذهبية في التزلج وعشرات الميداليات الاخرى … لو أردت قراءة قصتها الملهمة اضغط على الصورة التالية.
******
“وليام كامكوامبا” او” William Kamkwamba” … طفل صغير من مالاوي، هذا الطفل غير حياة أمة بأسرها، قصة تبين أن الظروف والفقر والبيئة والجغرافيا مجرد أوهام نحتج بها لنبرر فشلنا … لقراءة قصته الرائعة اضغط على الصورة التالية.
******
“سمير يعقوب”، هذا سوف يغير نظرتك كليا للحياة وخصوصا لمن تجاوز الخمسين وبدأ يحس بهاجس الشيخوخة يدب في أوصاله، هذا المغامر بعد أن تقاعد بدأ ينحت قصة تحديه الرائعة ليقوم بجولة على دراجته الهوائية ويعبر كل تونس وكل الجزار وكل المغرب والاردن و مصر وووو… حواري معه غير الكثير من قناعاتي ويسعدني ان تطالعه. اضغط على الصورة فقد تغير نظرتك للحياة كليا.
******
“فرج بن محمد”، هذا صديق من جهتي، تعجبني نقشاته لأني اعيش في محيطه وأدرك صعوبة اي نشاط غير ربحي موجه لتحسين المجتمع، يعشق الدراجة ويشارك هوايته عشرات الاطفال بامكانيات بسيطة وتكاد تكون منعدمة، وظف الدراجة لخدمة المعوقين وايصال صوتهم بشكل جميل ومحبب. لمزيد التعرف على تجربته يسعدني ضغطك على الصورة التالية.
******
“Ludovic Hubler” هذا المغامر الفرنسي أتابعه منذ مدة طويلة، حالما انهى دراسته الجامعية قام بجولة حول العالم عن طريق “الاوتو ستوب”، مغامرة رائعة تابعت اطوارها مرحلة بعد مرحلة بشكل مبهر وجذاب، هذه الرحلة ضمنها كتابا بعنوان “Le monde en stop” وترجم للغات عدة من ضمنها العربية تحت عنوان “اوتوستوب حول العالم: خمس سنوات في مدرسة الحياة”، غاص عميقا داخل أغوار مجتمعات عدة توقدم لنا تجربة انسانية مميزة تعطينا فكرة ضافية على الحياة خارج نطاقنا، أحب فيه إنسانيته الجمة وسعيه الدائم “لجعل العالم مكانا أفضل” من خلال مبادرات عدة يقوم بها من أجل أهداف نبيلة، يمكنك التمتع بعالم رائع ينقله له من خلال زيارة موقعه. لزيارة الموقع اضغط على الصورة التالية.
*****
ومن المؤكد ان هنالك الكثيرون غير هؤلاء ممن لم يحصل لي شرف معرفتهم واضافوا اشياء جميلة في حياة محيطهم ومجتمعهم.