الجدوى التجارية والعلمية لتربية الخنافس
تربية الخنافس هو برنامج متكامل يمكن أن يحدث الفارق فعلا لو أخذ بجدية ووقع الاهتمام به كقطاع حيوي لغايات كبيرة وذات أبعاد إنسانية رائعة، إذا كان الدور الأسمى لكل منا هو المساهمة في تغيير العالم ولو كان ضمن الإطار الضيق للفرد فيمكن اعتبار تربية الخنافس وانتاج اليرقات مشروعا رائدا وفعالا يخدم هذا الهدف الرائع … جعل العالم مكانا أفضل.
المشاريع العلمية والاقتصادية المقترحة لتربية الخنافس
1 – تجارب علمية للأطفال: في المدرسة أو في المنزل، يمكن القيام بهذا الأمر كتجربة بسيطة ضمن إطار تعليمي مميز يختم باعداد بحث علمي موثق يكون الطفل فاعلا فيه وعنصرا بارزا في تأثيثه عوض التلقين الأجوف أو النقل الغبي من مواقع الأنترنت. كما أنها مفيدة للنوادي العلمية ضعيفة الإمكانيات لتقديم إفادة علمية لمنخرطيها بالمجان.
2 – مربي الدواجن،
3 – مربي الطيور،
4 – مربي الزواحف الصغيرة
تمثل الديدان مصدرا مهما لتغذية قطيع الدواجن والطيور والزواحف وغيرها من الحيوانات الصغيرة وبدون تكلفة إطلاقا، فاليرقة غنية بالبروتين حيث تمثل نسبته 19.6 في المائة، وتمثل الدهنيات 13.33 في المائة، و 3.85 كربوهيدرات، مما يساعده على الضغط على تكاليف ومصاريف العمل ككل.
5 – هواة الصيد البري والبحري: اليرقة عنصر مهم في القيام بهذه الهواية وبلا تكلفة
6 – جمعيات الإغاثة ومحاربة الجوع:
هنا سأفتح قوسا للحديث عن هذا الأمر فهو جد مهم، أذكر مرة أني كنت أشاهد ذلك الرجل العملاق عبد الرحمان السميط رحمه الله ضمن حوار يهتم بنشاطه الرائع الموجه لفقراء مسلمي افريقيا، ذكر في الحوار أن التلاميذ من العائلات المسلمة يأتون يوم الجمعة لاستلام هدية قيمة تعطى مرة واحدة فقط كل أسبوع، هذه الهدية تتمثل في بيضة، نعم بيضة واحدة ووحيدة، وتأسف الشيخ لأنهم لا يستطيعون تقديم تلك البيضة لكل الأطفال مسلميهم ومسيحييهم، هنا لسائل أن يسأل، لماذا لا تربي كل أسرة مسلمة هناك بعض الدجاجات وتعطي لأطفالها بيضة يوميا، الجواب رغم تعاسته فهو بسيط للأسف، وبماذا ستتغذى تلك الدجاجات؟، البشر يموتون جوعا فما بالك بدجاجة، هنا ألا يكون نشر ثقافة تربية الخنافس أهم مشروع ثوري لإخوتنا هناك؟، ألن تساهم فكرة تربية الخنافس لإنتاج اليرقات في تغذية كل قطيع الدجاج لتقدم الأسرة بيضة يوميا لكل طفل مع قطعة لحم أسبوعيا؟، ماذا لو خصصت جمعيات الإغاثة هناك جزءا ضئيلا لتعليم كل أسرة بديهيات تربية الخنافس، ألا تساهم بهذا في الحد من أكبر مأساة تشهدها الأرض وهي مأساة الجوع.
قرأت مرة نقاشا عربيا على الشبكة فوجدت الكثيرين يرفضون أكل لحم دجاج تغذى على اليرقات رغم أن اليرقات هذه بدأت تأخذ مكانها ضمن اهتمامات الاستهلاك البشري، وفات هؤلاء أن اليرقة والدودة عموما تمثل غذاءا طبيعيا جيدا للدجاجة عكس التغذية الصناعية المعالجة بعشرات المواد التي تدخل ضمن الاضرار بعيدة المدى على جسم الانسان.
(ملاحظة مهمة: كل كلامي يتوجه لهدف محدد وهو إنتاج اليرقات للإستهلاك الحيواني وليس البشري، فاسلاميا هنالك اختلافات كبيرة في هذا الأمر بين محلل ومحرم اضافة لعدم استساغة الأمر حتى ذوقيا لدينا)
7 – فتح آفاق الشغل للعاطلين عن العمل:
عندما قلت أن مشروع تربية الخنافس يعتبر مشروعا رائعا لمن يريد أن يكون رياديا فكلامي كان يعني فعلا أن الأمر يستحق المغامرة ضمنه، فسوق اليرقات واعد جدا حاليا وفي المستقبل، عربيا قد يكون الأمر غير مؤطر بالشكل الكافي ولكن مع الوقت سيكون هنالك آليات كبيرة للعمل، في الغرب وصل الكغ الواحد من اليرقات 22 يورو وقد يكون أكثرا في أماكن أخرى، تصور معي مشروعا عربيا ينتج اليرقات هذه بتكلفة بسيطة جدا ويسوق المنتوج بـ 10 يورو فقط للكغ الواحد، لو بحثت حتى عربيا ستجد الكثيرين يودون الحصول على هذا المنتج وفي أماكن مختلفة من الرقعة العربية، أعد قراءة من يهتم بهذا المنتج لتدرك حجم الحاجة له وأن المستقبل سيخلق سوقا ضخما له ومن يدخل مجاله سريعا سيكون له مكانا تحت الشمس، تصور معي المئات من مربي الدجاج يجدون منتجا طبيعيا رائعا ومغذيا بشكل كبير وبخس الثمن، تصور حجم هذه السوق وضخامتها مع عنصر واحد فقط من الحرفاء المحتملين ممن يحتاج لهذا المنتج.
تكلفة مشروع التربية هذه بسيطة جدا، فهل فعلا هذا ممكنا؟، بالطبع الأمر ممكن جدا، فطريقتي التي اعتمدتها هي الطريقة الطبيعية، أي أنني جعلت مجال التربية مشابها كليا للمجال الطبيعي الذي تعيش فيه الخنفساء، نفس التربة، وفي نفس المناخ، هذه الطريقة أدت لإنتاج يرقات طبيعية وبتغذية عادية اقتصرت على قطعة خبز جاف فقط.
أقول هذا لأني تعرفت على شخص عربي يربي الخنافس وينتج اليرقات ولكن التغذية تعتمد على غذاء تجاري معد اصلا لتغذية الدواجن وهذه المادة باهضة الثمن لدينا مما يجعل اعتمادها في تربية الخنافس مكلفا.
تربية الخنافس تربية سهلة جدا، المصاريف تكاد تكون منعدمة بالنسبة للمراحل الأولى على الأقل، والحرفاء المحتملون موجودون وبكثرة وازديادهم في نمو مطرد، شبكة الأنترنت جعلت العالم قرية صغيرة، وعرض المنتج لهذا العالم وبالسعر غير القابل للمنافسة سوف يفتح الباب على مصراعيه أمام من يؤمن بالفكرة ويعمل على نشرها وتوسيعها.
ماذا لدينا؟؟؟
في الغرب يشجعون هذا التوجه لغايات كثيرة ليست كلها تجارية ولكن حفاظا على طبيعة أصبحت مهددة فعلا بمفعول التطور الصناعي، ويسوقون ذلك بشكل متطور وجذاب، ويبيعونك الفراشة ويرقاتها ومأكلها أيضا دون أن تتحرك من منزلك، نفس الشيء للخنفساء وكل الحشرات التي يتصورها دماغك، يقدمون لك كل ما تحتاجه وليس لك الا التطبيق، ماذا لدينا نحن؟، لا شيء تقريبا، ولو وجد ففي اطار ضيق جدا وغير منشور ومسوق لكل الناس أو بقي محصورا في أركان مظلمة لا يصل اليها الكل، لدينا فقط رغبة في نشر معلومة قد تجد من يشجعها ويطورها، وعدد من يتكلم وينشر هذا يعد على أصابع اليد الواحدة، موضوعي هنا يتنزل للمساعدة في تأسيس هذا التوجه من أجل غايات كبرى نحتاج ترسيخها لدى أطفالنا خصوصا، فكما أنني تفاجأت عندما عرفت أن أم اليرقة هي الخنفساء فأكيد هنالك الآلاف ممن يجهلون هذا الأمر، وليس الأمر بمعناه البسيط والمبسط في أن يعرف الدودة أو الخنفساء ولكن في أن نرسخ توجها علميا تطبيقيا وليس ناقلا للمعلومة العلمية، هنالك نقص تعليمي مؤكد في مدارسنا، فهي تعرفنا بالنعت والحال والمفعول به ولا تتجه اتجاها ولو بسيطا في أن يكون الطفل فاعلا فعلا ضمن مجال الحياة الواسع.
*****
محاور الدراسة:
تربية الخنافس وانتاج اليرقات: مقدمة طفولية بسيطة
تربية الخنافس وانتاج اليرقات : البحث النظري
تربية الخنافس وانتاج اليرقات: التطبيق العملي
الجدوى التجارية والعلمية لتربية الخنافس