وصايا الفشل المر (6)
أوصيك يا ولدي …
17
كل حركة تقوم بها ولا تنفعك او لم تنفع غيرك ولو بلبنة صغيرة هي حركة خارج السياق وضاعت دون رجعة.
18
في حيك او قريتك او مدينتك وفي اي مكان سوف تقابل المصلي الورع والذي يكون ملاكا يسير على الارض وهو شيطان متنكر، وسوف تقابل السكير الذي لا يصحو وهو أكثر الناس شهامة ونبل مواقف، وسوف تقابل الأنيق وحليق الوجه وهو متكبر لا ينفع بشيء، وسوف تقابل أيضا ممزق الثياب مثقوب الحذاء وهو من أشرف الناس، لذلك لا تغتر بالمظاهر مهما كانت ولا تأخذ موقفا حاسما مما تشاهد.
19
افعل الخير مع الجميع ولا تنتظر ردا لهذا الخير ممن قدمته له.
20
كل خطوة تخطوها نحو فعل الخير لاي كان سوف يفتح لك الله بها بابا مغلقا تستغرب كيف فتح بهذه السهولة.
(هذه من اروع الجزاء الذي سوف تجده، هذه الخطوة رائعة فعلا وكلما اعطيت … أعطيت)
21
كل يوم يمر وتفرح بمروره لانه كان مقلقا هو في الاصل يوم يساوي 24 ساعة منقوصة من عمرك مهما طال.
22
ساعات اللعب الطويلة التي تقضيها على الهاتف الجوال مع اصدقائك هي ساعات ضائعة من عمرك في حين غيرك حقق بعض اهدافه الرائعة وانت مازلت تلعب وتظن انك تحسن صنعا.
23
كل صوت رفعته في وجود جدك او جدتك ندمت عنه ندما شديدا بعد ان غادرا دون رجعة فلا تفعل أنت شيئا تندم عنه بعد ان يصبح الندم مجرد رسالة دون عنوان.
24
لا تقل صديقي فلان او صديقي علان دون ان تختبر جيدا تلك الصداقة فعندما توفي جدك في عمر التسعين اكتشفت انه لم يكسب صديقا واحدا طيلة حياته.
25
اخوتك الصغار والذين ينغصون عليك وقتك الهادئ الجميل حاليا سوف يكبرون ويكونون لك سندا كبيرا في مسيرة الحياة الطويلة هذه فارفق بهم وساعدهم لينجحوا مثلك.
26
أوصيك بأخواتك اولا وباخواتك ثانيا وباخواتك ثالثا، فالاخ هو الاب الثاني لهن مهما كانت ظروفك .
27
لا تؤجل اللحظات السعيدة الى وقت آخر فلا تدري هذا الاخر متى يعود
28
لا تكذب حتى لو فيه بعض الضرر، فالكذب يفتح نهر اخطاء لا يتوقف
29
إذا جافاك صديق مقرب واظهر عكس ما كنت تظنه فيه فذلك نعمة من نعم الله عليك فقد ربحت سنوات دون غش او خداع.
30
لا تقم ابدا بفعل لست مقتنعا به فقط لترضي صديقا او شخصا مقربا طلب منك ذلك، اياك من هذا وارفضه رفضا قطعيا ولست مجبرا ايضا لتقديم الاعذار.
31
عش حياتك كما تريد انت وليس كما يريد الغير ان يراك ولكن حافظ على احترام الجميع.
(هذه تقع ضمن اهم النصائح التي اقدمها لك، لان هذه هي التي ستحدد حياتك كلها، هنالك ممرضة استرالية اسمها “بروني وار” عاشرت أناسا في ايامهم الاخيرة من الحياة، ودونت ملاحظاتها في مدونتها اولا ثم في كتاب بعد ذلك، وكان عنوان الكتاب “اكثر 5 أشياء ندما عند الموت”، أغلبهم تقريبا اتفقوا على نقطة مهمة جدا ندموا عن عدم القيام بها وهي “أتمنى لو كنت أمتلك الشجاعة لأحيا حياة حقيقية لنفسي وليست تلك التي توقعها الاخرون لي او حددوها لي مسبقا”، نحن في اغلبنا نعيش وفق ارادة الاهل والاصدقاء او المجتمع او العرف والعادات، نخاف السير عكس التيار ونخاف استهزاء الناس بنا، وهذا يجعلنا نعيش حاة قد لا نكون راغبين فيها ولكننا نقتنع اننا مجبرون على خوضها، هذه الحياة لا تسلكها ولكن عش كما تريد انت مع مراعاة انك انسان واع ومتخلق.
32
هذه النصيحة الثانية من كتاب “روني وار” واعطيها لك وكلي اقتناع بها، لا تقتل نفسك في العمل وفي مشاغل الدنيا على حساب اسرتك، فاغلب من فارق الدنيا كانت هذه من النقاط التي ندموا عنها وحولها، فعندما تغادر تبقى اهم اللحظات تلك التي قضيتها مع والديك واخوتك ومستقبلا مع زوجتك وابنائك واقاربك، ونحن اكلتنا مشاغل الدنيا حتى اصبحنا كالقطارات السريعة وعندما نتفطن للخطأ نكون قد شارفنا على النهاية.
33
هذه النصيحة هي النقطة الثالثة من كتاب “روني وار” :”أتمنى لو كنت املك الشجاعة لاعبر عن مشاعري”، هذه نعانيها بكثرة وأغلبيتنا الساحقة تمارسها، نحن نحرج من مواجهة القريب والبعيد، أحيانا تكون لا تحب شخصا ولضرورة العيش بسلام تنافقه وتظهر عكس ما تبطن، شخص آخر لديه اسلوبا لا يعجبك فتكتم رايك وتجاريه، قريبة تقلقك بكلامها ولباسها وتصرفاتها فتجاريها بدعوى القرابة وانت تغلي داخليا، كذلك ايضا لا تكتم احاسيس الحب لاي كان وانطلق حرا بمشاعرك، فعندما تحدد موقفك بوضوح تام سلبا او ايجابا تكون قد حققت الاتزان الداخلي المطلوب.
34
النقطة الرابعة من الكتاب اقدمها لك ايضا:”تمنيت لو حافظت على اصدقائي”، الاصدقاء الحقيقيون طبعا، اللهث وراء المال والمشاغل سوف تنسيك الكل اسرة واقاربا واصدقاء، هنا احتط من هذا المسار وتوقف، فليس اجمل في الدنيا من صديق مخلص يرافقك طيلة حياتك، فلا تترك الدنيا تلهيك عنه.
35
النقطة الاخيرة من الكتاب ومما لا اريدك ان تندم عنها وهي ان تحدد سعادتك وتحققها دون خوف، فان لم تعش سعيدا فالحياة تصبح بلا معنى، فالخوف من التغيير والمستقبل يجعلنا نوهم انفسنا اننا سعداء والحقيقة اننا نهرب مما نظنه مشاكلا ، فنحن في الاغلب نعطي اهمية كبيرة لرأي الناس فينا، ونخشى ان نغير مسارنا الذي تربينا عليه، ونعيش في نفس الاسطوانة التي تكرر نفسها يوميا، وهذا لن يجلب السعادة. فالاصل ان تفعل ما تحبه وتعشقه وتريد تحقيقه وتصور حالك عندما تغادر وانت فعلت كل ما تصبو اليه وكنت صادقا مع نفسك ومع الاخرين ولم تنافق احدا، واحببت من احببت بصدق ودون خجل وعشت سعيدا كما ترى انت سعادتك، عندها لن تندم مطلقا فانت عشت كما يجب ان تعيش.
…… يتبع