لا … اهم فيتامين تقدمه لطفلك الصغير
مقتطف من كلمة السيد جون روسمند (مؤلف واخصائي في علم نفس الاسرة – جامعة براغر) – فيديو قصير قمت بكتابة محتواه
*********
اود اخباركم حول فيتامين اساسي من المحتمل انكم لم تسمعوا عنه ابدا، إذا كنت والدا او تخطط لان تكون كذلك، فقد يكون اكثر اهمية لنمو طفلك من جميع مركبات الفيتامينات الاخرى وانت الوحيد، الوالد من يمكنك توفيره، أنا اسميه الفيتامين لام، من كلمة لا، لقد وجدت الكثير من الاطفال ممن يعانون من نقص فيتامين (لا)، وهم وآباءهم والجميع يدفع ثمن ذلك، دعوني اوضح لكم الامر من خلال قصة، اب إسمه (بيل) اعطى لابنه الصغير البالغ من العمر خمس سنوات تقريبا كل شيء اراده مثل معظم الاباء ، (بيل) اراد ان يعطي ابنه كل شيء يريده ليجعله سعيدا ولكنه لم يكن كذلك، بدلا من ذلك فقد أصبح نكديا ومزاجيا وعنيدا كانت لديه ايضا مشاكل انسجام مع الاطفال الاخرين، بالاضافة الى انه اصبح متصلبا ونادرا ما يعرب عن الاحترام ، ناهيك عن التقدير لأي شيء كان (بيل) وزوجته يعطيانه اياه، أراد بيل أن يعرف: هل كان ابنه مكتئبا؟، هل هو بحاجة للعلاج، أخبرت (بيل) أن إبنه يعاني من تأثيرات مرضية متوقعة سببها إشباع الرغبة، وما يحتاجه هو جرعات صحية وثابتة من فيتامين لا، إشباع الرغبة الناتج عن نقص فيتامين لا يؤدي الى نوع من الادمان، ان تلبية رغبات الطفل يؤدي الى لاشيء سوى طلب المزيد والمزيد ، واحدة من التأثيرات الضارة تتمثل في أن الطفل يبدأ في قيس الامور بمعيار مادي وهذا ليس جيدا حيث يكون خارج ما نأمل ان يتمكن من تحقيقه كالبالغين، وخذ في الاعتبار ان الكثير ان لم يكن اغلب الاطفال يحققون هذا المستوى من الثراء بدون عمل او تضحية او فعل ما بوسعهم وانما بالمطالبة والانين والتلاعب. ايضا اثناء عملية تضخيم توقعاتهم المادية نحن كذلك نعلم الاطفال أنه يمكنهم الحصول على شيء ما دون مقابل، وهذا ليس خاطئا وحسب وانما واحدا من من اخطر السلوكيات المدمرة التي يمكن للشخص اكتسابها، هذا قد ياخذ وقتا طويلا لشرحه، لماذا في الخمسينات من القرن الماضي حين كان الاطفال يحصلون على اقل بكثير مما يطلبون كانت صحتهم الذهنية افضل بكثير من صحة اطفال الحاضر؟، منذ الخمسينات وخصوصا في العقود الاخيرة حين اصبح التساهل هو الحالة الطبيعية للاباء، اصبحت حالات الاكتئاب تزداد لدى الاطفال والمراهقين، الاطفال الذين نشؤوا وهم مقتنعون انهم يستطيعون الحصول على اي شيء بدون مقابل هم اكثر عرضة ليصبحوا جافين عاطقيا وانانيين عندما يبلغون وبعد ذلك عندما يصبحوا هم ايضا آباء على الغالب سيدللون ابناءهم ويعطونهم اكواما من الالعاب تتبعثر حول منازلهم، بهذه الطريقة المتساهلة بافراط ونقص فيتامين لام يصبح مرضا موروثا والادمان يمر من جيل الى جيل وهذا ايضا يوضح لماذا الاطفال الذين ياخذون الكثير جدا مما يريدونه نادرا ما يهتمون لأي شيء يملكونه، لما يفعلون ذلك؟، الخبرة علمتهم ان المزيد في انتظارهم في الطريق، الاطفال يستحقون الافضل، يستحقون آباء متواجدون لحمايتهم والتاثير عليهم وتوجيههم، واكثر من ذلك يستحقون ان يسمعوا آباءهم يقولون لا اكثر مما يقولون نعم، انهم يستحقون ان يتعلموا قيمة الجهد الابداعي المتزن في مقابل الجهد الذي يبذله في الانين والبكاء والصراخ والنوم على الارض والركل او اللعب على الوالدين، انهم يستحقون ان يتعلموا ان العمل هو الوسيلة الوحيدة للحصول على كل ما له قيمة في الحياة وانه كلما كان العمل اصعبا كلما كان الوفاء افضلا، في محاولة حماية الاطفال من الانهيار ، سيقلب الوالدان الواقع راسا على عقب، الطفل الذي ينشأ بشكل معكوس عن الواقع لن يمتلك المهارات التي سيحتاجها حين يكون الواقع يحتم عليه امتلاكها ، هذه قاعدة بسيطة لكم ، حول عالم طفلك نحو الاتجاه الصحيح من خلال اعطائهم كل ما يحتاجونه فعلا ولكن ليس اكثر من 25 في المائة مما يريدونه ببساطة، يمكن ان نسمي هذا بالحرمان الحميد، اكثر حرفين بناءين في اللغة هما اللام والالف، استخدمهما بشكل متكرر، ستكون اسعد على الامد البعيد وكذلك يكون طفلك.
جون روسمند – مؤلف واخصائي في علم نفس الاسرة – جامعة براغر