علاقة الزومبي المخيف بالاسلام

مثلت افريقيا منبعا لتجارة العبيد والتي اصبحت عماد الاقتصاد الامريكي والأروبي طيلة قرنين ووصل عدد الافارقة في البرازيل خلال فترة الاستعمار البرتغالي الى نصف مليون، وفي امريكا اللاتينية 13 مليونا، واصبحت هنالك حملات منظمة لصيد البشر الافارقة وحملهم في ظروف قاسية جدا الى اروبا وامريكا، وعند وصولهم يحرمون من التعليم والرعاية الصحية وممارسة شعائرهم الدينية، اغلب العبيد الذين جلبوا كانوا مسلمين ، وفي ظل هذا التعامل الوحشي هرب الالاف من العبيد ليكونوا كيانات خاصة بهم وليقاوموا تسلط البيض، قامت معارك كثيرة بينهم وبين الاستعمار البرتغالي كانت اغلب نتائجها لصالح من يملك السلاح والعتاد، في مستوطنة بالماراس ولد “جانجا زومبي” سنة 1655 وكان خاله هو قائد المستوطنة والذي قاد معارك كثيرة ضد البرتغاليين شارك فيها زومبي واختلف الرجلان عندما عقد الخال معاهدة مع البرتغال فقام بالانقلاب عليه، حكم زومبي بالماراس بشكل جيد وعرفت اجمل ايامها في عهده، انتشر الدين الاسلامي بشكل كبير في البرازيل، وشجع رجال الدين لينشروا الشريعة الحقة لدى الشعب ثم اعلن عن قيام “دولة البرازيل الاسلامية”، بدأ بعد ذلك حربه الطويلة ضد البرتغاليين من سنة 1678 حتى سنة 1694 ، وحقق انتصارات كثيرة لكن الحملات غير المنقطعة ضده اتعبت دولته حتى اصيب ذات مرة اصابة بليغة ولم يستسلم حتى سقطت بالماراس بعد خيانة من احد اتباعه، عندما اعتقل قتل ومثل بجثته وقطع راسه وعرضت جثته في اغلب المدن الكبرى ليكون عبرة لكل من يفكر في مقاومة المستعمر، نهبت بالماراس وقتل الكثير من سكانها وبيع الكثيرون وشرد اخرون وقام المستعمر باكبر عملية تجويع للعبيد ونهبهم حتى يقضوا نهائيا على اي حركة مقاومة، توازيا مع ذلك أتلفوا كل ما عثر عليه من وثائق تخص حركة مقاومة زومبي ، بعد مقتله قامت عشرات الثورات الاخرى ولكن بقيت ثورته هي الاشهر لطولها وتنظيمها وقوتها، خلد التاريخ زومبي رغم تشويه هوليود له، واصبح شخصية تاريخية مهمة جدا في البرازيل وصنعوا له تمثالا برنزيا يخلد نضاله.

هذا منشور مختصر جدا حول بطل مسلم قام بثورة رهيبة هناك واغلبنا لا يعرف الا اسمه الذي حولوه ليكون شخصية شريرة نصف حية تؤثث لافلام رعب نشاهدها فرحين عند القضاء على الزومبي.