الحقل المغناطيسي :الدرع الثالث في حماية الارض
هو ليس درعا عاديا، ولكنه من الدروع المهمة جدا والاساسية لحماية كوكب الارض، فمن مهامه العظيمة تشتيت الموجات الرهيبة من جسيمات الشمس المنبعثة والمتجهة الينا بشكل مستمر وطول الوقت.
حمايتنا من الاشعاع:
الشمس ضرورية جدا لحياتنا ولولاها لما عشنا على سطح كوكب الارض، فهي التي تغذي الارض بالنور والحرارة، ولكنها في نفس الوقت ترسل نحونا رياحا شمسية قاتلة وخطيرة جدا، فهي توجه الينا وباستمرار أطنانا من جسيمات مشعة ومكهربة (الكترونات، بروتونات)، وهي عناصر أولية للمواد ولكنها منحلة.
في كل ثانية، ترسل الشمس وفي كل الاتجاهات مليون طن من هذه الجسيمات الضارة، وهذه لو تمكنت من الوصول الينا لأحدثت أضرارا بليغة بخلايانا متمثلة في حروق وعشرات الانواع من السرطانات، ولكنها لم تصل بفضل تدخل الحقل المغناطيسي الذي يحيط بالارض، فالجسيمات المنبعثة من الشمس وبوصولها الى مسافة 60000 كم من الارض تتشتت ويعكس اتجاهها نتيجة دخولها مجال الحقل المغناطيسي للأرض، فهذه الجسيمات هي أساسا مشبعة كهربائيا مما يجعلها منطقيا غير قابلة للالتقاء بمجال الحقل فيرسلها بعيدا في الفضاء ويمكن مشاهدة الصورة التالية لاخذ فكرة مبسطة عن آلية عمل الحقل.
وتتمكن كمية صغيرة من الافلات ووصولها للمجال الجوي الارضي، وتحديدا تصل الى القطبين محدثة حالة طبيعية خلابة إسمها “الشفق القطبي”
ولكن يبقى سؤال مهم يطرح، ما سبب وجود هذا الحقل أصلا؟ او ما مسبباته؟
آلية عمل الحقل ليست معروفة بالدقة الكافية، فالعلماء عرفوا أن منبعه مركز الارض، الموجود علىة مسافة 3000 كم تحت أرجلنا، وينتج انطلاقا من مركز الارض الحديدي الذائب في حرارة تساوي 5000 درجة، فالحديد هو ناقل جيد للكهرباء واحتوائة هنا على كمية كهربائية عملاقة خلق مجالا مغناطيسيا كبيرا جدا حمى الارض ومازال يحميها
مغناطيس كبير في قلب الكرة الارضية:
يمكن مقارنة مركز الارض بمغناطيس عملاق، وحدود هذا المغناطيس القطبين الشمالي والجنوبي، وتبرز معرفة أهمية هذا الحقل المغناطيسي بمعرفة مصير كواكب أخرى فقدته على غرار كوكب المريخ، فقد اختفى حقله المغناطيسي منذ ما يقارب 4 مليار سنة، وهذا الفقدان جعله معرضا للرياح الشمسية باستمرار، والنتيجة التي حدثت هو فقدان غلافة الجوي لـ 100 غرام كل ثانية مما جعل هذا الغلاف رقيقا جدا وسوف يضمحل تماما خلال مدة قصيرة ،وتحول المريخ عبر قرون ليصبح حاليا صحراء قاحلة ومتجمدة