الغلاف الجوي .. الدرع الاول في حماية الارض
غلاف غازي يحيط بكوكب الارض بسمك 100 كم، بانعدام هذا الغلاف لن نتمكن من الحصول على الاوكسجين الذي نتنفسه وزيادة على توفير هذا الغاز الحيوي فله مهام اخرى كثيرة نكتشفها في هذا الموضوع المهم.
الحماية من التجمد:
الفضاء الخارجي بارد جدا فحرارته تساوي (- 270) درجة، مما يجعل الحياة مستحيلة في مثل هذه الحرارة المنخفضة، تقوم الشمس بتعديل هذه الحرارة المنخفضة رغم بعدنا عنها كثيرا فالمسافة بينها وبين الارض تعادل 150 مليون كم، ترفع الشمس الحرارة لتكون في مستوى 15 درجة ولولاها لكانت دائما في حدود (- 18).
ولكن السؤال … كيف حمانا الغلاف الجوي من هذا التجمد ؟
إنه من خلال عملية الاحتباس الحراري، وهذا المصطلح من المؤكد أنك سمعت ذكره كثيرا في وسائل الاعلام، ولو لم تكن تدركه فهذه مناسبة لتعرفه ببساطة متناهية، آلية عمل الاحتباس الحراري بسيطة جدا، فالغلاف الجوي يسمح بمرور أشعة الشمس نحونا فتقوم الارض بامتصاصها لتعيد بعثها في شكل آخر هي الاشعة فوق الحمراء، هنا يمنع الغلاف الجوي هذه الاشعة من المرور ويحبسها داخل الغلاف المحيط بكوكبنا ويعيدها الى الارض لتساهم عندها في ارتفاع الحرارة، فلو لم يقم الغلاف بهذه المهمة لكانت الارض دائمة البرودة ويصعب العيش فيها.
الحماية من النيازك
تتعرض الارض لعشرات الارتطامات والاصطدامات من بقايا الكواكب المتفجرة وهذه الاصطدامات سببها ما نطلق عليه تسمية نيازك (جمع نيزك) فالدوران المستمر للارض حول الشمس يجعلها دائمة التعرض للكثير من المخلفات الخطيرة والسابحة في الهواء.
النيازك الكبيرة والتي يتجاوز محيطها عشرات الامتار لا تتحطم كليا بدخولها مجال الغلاف الجوي للارض ولكن تنخفض سرعتها ورغم هذا فهي تحدث أضرارا جسيمة بمكان سقوطها فنيزك بمحيط 100 مترا مثلا يمكنه مسح مدينة كباريس او تونس او الدار البيضاء من الخريطة كليا ومن حسن حظنا ولطف الله بنا ان عدد هذه النيازك لا يمثل الا 1 في الالف من عدد النيازك المرتطمة.
أما النيازك الصغيرة والتي يكون محيطها في حدود 15 سم وحجم 10 كغ فانها تذوب بمجرد دخولها الغلاف الجوي بمفعول الاحتكاك بذرات الغلاف وارتفاع حرارتها مما يؤدي الى انفجارها ووصولها الى سطح الارض في شكل قطع صغيرة او مجرد غبار لا غير،
النيازك الكبيرة تتعرض لانفجارات متكررة حال دخولها الغلاف الجوي ولو بقيت كما هي لفنيت الارض من مئات السنين وتتعرض الارض سنويا لأكثر من 200 ارتطام نيزكي مختلف الاحجام والصورة التالية تعطيك صورة واضحة عن حجم الدور الذي يقوم به الغلاف الجوي لحمايتنا.
الحماية من العواصف الشمسية:
عند ارتفاع كبير يتراوح بين 20 و 40 كم تلعب طبقة الازون دورا محوريا وهاما للغاية، فهذه الطبقة تمثل مرهم الحماية الطبيعي من أشعة الشمس،
الأزون يمنع مرور الاشعة فوق البنفسجية من فئة (UVC) وهي الاكثر قوة وحرارة، ويمنع ايضا مرور كمية كبيرة من (UVB) الاقل حرارة والمسببة لما يطلق عليه “ضربات الشمس” توازيا مع هذا المنع يسمح بمرور (UVA) الاقل ضررا.ولو لم تمنع طبقة الازون (UVC) من المرور فاننا سنصبح مجبرين على الحماية من الشمس كامل الوقت خوفا من اصابة الجسم بحروق كبيرة وسرطانات مختلفة، ولهذا السبب ينصح دائما بالمحافظة على طيقة الازون بحمايتها من خلال مقاومة التلوث.